البرت اينشتاين
البرت اينشتاين من اعظم علماء القرن
العشرين واكبرهم شهرة , وقد ارتبط اسمه بنظرية النسبية وهناك نظريتان تحملان هذا
الاسم , واحدة اعلنها سنة 1905 وهي نظرية النسبية الخاصة, والثانية اعلنها سنة
1915 واسمها النسبية العامة, وكلتاهما في غاية التعقيد, ولا يستطيع أي انسان ان
يشرحهما في مجلة او لعامة الناس مهما اوتي من القدرة على التوضيح.
ولكن سوف اضرب
مثلا على ذلك, وان لم يكن واضحا فهو واضح الغموض , او هو دليل واضح على صعوبة
وغموض هذه النظرية...مثلا: نفرض ان سفينة فضاء انطلقت بسرعة مائة الف ميل في
الثانية بعيدا عن الأرض, والذي يرقبها من الأرض والذي يرقب الأرض من السفينة سوف
تتطابق معلوماتهما تماما, واذا انطلقت سفينة بسرعة مائة وثمانين الف ميل في
الثانية بعيدا عن الأرض , فان الذي يرقبها من الأرض ورائد السفينة يرقب بعدها من
الأرض ستكون معلوماتهما متطابقة تماما.
ولكن رائد السفينة
الأولى سيلاحظ ان السفينة الثانية تسبقه بثمانين الف ميل في الثانية ... هذا ما
نقوله نحن, ولكن نظرية اينشتاين تؤكد ان هذا خداع, وان الحقيقة ان السفينة الثانية
تسبقها بمائة الف ميل في الثانية!..كيف؟ هذا هو لغز النظرية التي ارهقت العلماء في
القرن العشرين, ولم تثبت صحتها الا بعد ذلك بعشرات السنين عندما رصد الفلكيون كسوف
الشمس من أماكن مختلفة من العالم.
وأينشتاين له
نظريات أخرى هزت الرياضيات والفيزياء أيضا, ولكن اينشتاين يأتي في المرتبة التالية
بعد نيوتن, لان نيوتن أوضح واقدر على الاقناع, ولأنه صاحب الفضل الأول والأخير على
ثورته في الطبيعة, اما اينشتاين رغم عبقريته العظيمة, فقد سبقه كثيرون مهدوا
لنظريته هذه.
ثم ان اينشتاين هو
اول من طلب من الحكومة الامريكية ان تعجل باكمال القنبلة الذرية قبل ان يهتدي
اليها الالمان, وندم على ذلك فيما بعد, وهو صاحب المعادلة المشهورة التي تقول:
الطاقة =الكتلة
مضروبة في مربع السرعة .
وهذه المعادلة
تقيس بالضبط كمية الطاقة التي تنطلق من ذرة يورانيوم ...اي عندما تتحول الذرة الى طاقة
حرارية.
ولد اينشتاين في
مدينة اولم في المانيا, واكمل دراسته في سويسرا, وتجنس بالجنسية السويسرية, ودرس
في معاهدها قم بعد اعلان نظرية النسبية الأولى والتي فكر فيها هو شاب دون العشرين,
انتقل الى العمل في المانيا في جامعاتها, ثم مديرا لمعهد الامبراطور الفلكي, حصل
على جائزة نوبل في الفيزياء, ولأنه يهودي فقد هرب من النازية سنة 1933 الى أمريكا,
وحصل على الجنسية الامريكية, وظل أستاذا في جامعة نستون حتى وفاته.
كان زواجه الأول تعيسا,
اما زواجه الثاني فقد انجب له ولدين, وقد طلب اليه اليهود ان يكون اول رئيس لإسرائيل,
فاعتذر وان كان صهيونيا متطرفا, ولكنه في نفس الوقت يكره الإرهاب, اما ايمانه
الديني فهو اقرب الى الصوفية...او اقرب الى هذه العبارة : ان العقل الإنساني صغير
لدرجة انه يعجز عن فهم هذا الكون فكيف يفهم خالق الكون؟ انها قضية اكبر من العقل!
كان بسيطا في
حياته, وكان يحب العزف على الكمان, وكان يرى ان الموسيقى هي الرياضيات , فبغير
الرياضيات لا موسيقى وبغير الموسيقى لا إحساس بجمال الرياضيات, وكان يقول : انه في
كل مرة يعجز فيها عن فهم مشكلة في الرياضيات يستعمع الى موسيقى موتسارت, وكان يحسد
مؤلفي القصص البوليسية, لان مؤلف القصة بعرف من هو القاتل الحقيقي ثم يخفيه عن
عيون القراء,وكان يقول يا بخت مؤلفي القصص البوليسية انهم يعرفون الحقيقة التي لا نعرفها
ولا ندري كيف نعرفها!
0 التعليقات:
إرسال تعليق