نابليون بونابرت (الجزء الاول)

نابليون بونابرت (الجزء الاول)

نابليون بونابرت


ولد امبراطور فرنسا الشهير نابليون في مدينة اجاكيسيو بجزيرة كورسيكا, واسمه بالكمل هو نابليون بونابرته, وكانت فرنسا قد استولت على جزيرة كورسيكا قبل ولادته بخسمة عشر شهرا, وقد كان نابليون في سنواته الأولى وطنيا متطرفا, فكان يرى ان الفرنسيين قد احتلوا بلاده, على الرغم من ذلك فان اهله قد ارسلوه يكمل تعليمه في الاكاديميات العسكرية في فرنسا, وعندما تخرج في السادسة عشرة من عمره سنة 1785 كان برتبة الملازم الثاني في الجيش الفرنسي.
وبعد اربع سنوات من تخرجه قامت الثورة الفرنسية, وفي السنوات التالية انشغلت فرنسا في حروب متوالية مع دول اجنبية, وجاءت فرصة نابليون في سنة 1793 عندما حاصر الفرنسيون مدينة تولون واستردوها من البريطانيين, وكان نابليون قائدا للمدفعية في حينها, وفي ذلك الوقت كان نابليون قد عدل عن نزعاته الوطنية واصبح فرنسيا مخلصا, وكانت براعته في ضرب القوات البريطانية قد اكسبته احترام الجميع, ورقى نابليون الى رتبة اعلى, وفي سنة 1796 اصبح قائدا للجيش الفرنسي في إيطاليا حيث انه احرز في عامي 1796 و 1797 انتصارات عسكرية باهرة, وعاد الى باريس بطلا.
في سنة 1798 قام نابليون بحملته الشهيرة على مصر وكانت هذه الحملة كارثة, فقد انتصرت قواته البرية, ولكن الاسطول البريطاني بقيادة نلسون قد احرق الاسطول الفرنسي, وفي سنة 1799 ترك نابليون جيوشه في مصر وعاد الى فرنسا, ولكن في فرنسا وجد نابليون ان الشعب مايزال يذكر انتصاراته الاوربية, ولا يذكر شيئا عن هزيمة اسطولة في الإسكندرية, وبعد شهر اشترك نابليون في انقلاب عسكري مع اخرين, وادى هذا الانقلاب الى حكومة جديدة, واصبح نابليون القنصل الأول, وقد صدر دستورا جديدا وقتها والذي كان نتيجة الاستفتاء الشعبي الذي قام به الفرنسيون, وعلى الرغم من ذلك فان هذا الدستور لم يكن الا واجهة للحكم الدكتاتوري الذي يريده نابليون,فسرعان ما تفوق نابليون على جميع خصومه, وبسرعة خارقة ارتفع نابليون الى السلطة.
في سنة 1793 وقبل محاصرة مدينة تولون كان نابليون شابا مجهولا تماما, ليس فرنسي الأصل ولكن بعد ذلك بست سنوات أي في الثلاثين من عمره اصبح نابليون حاكما لفرنسا دون منازع, وظل كذلك مدة 14 عاما.
اثناء حكم نابليون اجرى إصلاحات جوهرية في فرنسا وفي النظام التشريعي بصفة خاصة, فهو قد اصلح النظام المالي والقضائي, وانشأ بنك فرنسا وجامعة فرنسا, وجعل الإدارة مركزية, وعلى الرغم من ان هذه الإصلاحات كان لها أثرا قويا على فرنسا  فأن اثرها على العالم كان ضئيلا.
لكن احد إصلاحات نابليون كان له اثر عالمي ضخم ذلك هو "دستور نابليون" فهذا الدستور قد قنن كل مبادئ الثورة الفرنسية, فقد نص هذا الدستور على ان الناس جمعيا متساوون, بغض النظر عن المولد والعنصر والجنس.
وهذا الدستور كان معتدلا وكان مكتوبا بايجاز وبمنتهى الوضوح, وهذا الدستور لم يطبق في فرنسا وحدها, ولكن في العامل كله بل ان الدستور الفرنسي الحديث لايبعد كثيرا عن دستور نابليون.
كانت سياسة نابليون هي التأكيد على انه حامي الثورة الفرنسية, وعلى الرغم من ذلك فقد نصب نفسه في سنة 1804 امبراطورا على فرنسا, كما انه جعل ثلاثة من اخوته ملوكا على عروش دول اوربية أخرى, وهذه القرارات قد اثارت غضب كثير من انصار الجمهورية الفرنسية الذين رأوا ان نابليون قد خان الثورة الفرنسية, ولكن المشاكل الخطيرة التي واجهت نابليون قد جاءت من معاركه الضارية مع القوات الأجنبية.
في سنة 1802 وقع نابليون معاهدة صلح مع إنجلترا في مدينة امين, وبعد سنة من توقيع هذه المعاهدة دخلت فرنسا في معارك عديدة مع بريطانيا وغيرها من الدول, وعلى الرغم من ان نابليون قد انتصر في معارك برية كثيرة, فلم يكن من السهل هزيمة بريطانيا الا اذا هزم نابليون اساطيلها الضخمة, ولسوء حظ نابليون فان الاسطول البريطاني قد سحق الاسطول الفرنسي في معركة الطرف الاغر سنة 1805 فأصبحت سيطرة إنجلترا على البحار مطلقة, وعلى الرغم من ان نابليون قد انتصر بعد ذلك بستة شهور في موقعة اوسترليتس على جيوش النمسا و روسيا, فان الانتصار لم يعوضه عن فداحة الهزيمة البحرية.
انتهى الجزء الأول ...

عن بيت القصص

بيت القصص مدونة تعنى بنشر القصص التاريخية و القصص المنوعة وقصص للاطفال وكذلك تهتم بنشر الكتب بمختلف مجالاتها ونشر وكتابة الروايات

    تعليقات بلوجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق