قصة أحمد و زوجاته الأربع
كان لأحمد أربع
زوجات, كان يحب الرابعة حبا جنونيا, ويعمل كل ما في وسعه لارضائها, أما الثالثة
فكان يحبها أيضا ولكنه يشعر انها قد تتركه من اجل شخص آخر, زوجته الثانية كانت هي
من يلجأ اليها عند الشدائد, وكانت دائما تستمع اليه تسعى ان تكون حاضرة عند الضيق,
اما الزوجة الأولى فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها, مع انها كانت تحبه
كثيرا, وكان لها دور كبير في الحفاظ على مملكته.
مرض أحمد وشعر
باقتراب اجله, ففكر وقال : لدي أربع زوجات, ولا اريد ان أذهب الى القبر وحدي, فسأل
زوجته الرابعة : احببتك اكثر من باقي زوجاتي, ولبيَت كل رغباتك وطلباتك, فهل ترضين
ان تأتي معي لتؤنسيني في قبري؟ فقالت : مستحيل, وانصرفت فورا بدون ابداء أي تعاطف
معه, فأحضر زوجته الثالثة وقال لها : احببتك طيلة حياتي, فهل ترافقيني في
قبري؟ فقالت : بالتأكيد لا الحياة جميلة وعند موتك سأتزوج غيرك.
فأحضر الثانية
وقال لها : كنت دائما الجأ اليك عند الضيق, و طالما ضحيت من اجلي وساعدتني فهلا
ترافقيني في قبري؟ فقالت : سامحني لا استطيع تلبية طلبك, ولكن اكثر ما استطيع فعله
هو ان اوصلك الى قبرك, حزن أحمد حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات, واذا بصوت من
بعيد يقول : انا ارافقك في قبرك, انا سأكون معك أينما تذهب, فنظر أحمد فاذا بزوجته
الأولى, وهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة بسبب اهماله لها, فندم على سوء رعايته في حياته لها, وقال : كان ينبغي
لي ان اعتني بك اكثر من الباقين, ولو عاد بي الزمان لكنت انت اكثر من اهتم به من
زوجاتي الأربع.
في الحقيقة كلنا
لدينا اربع زوجات...فالرابعة هي الجسد, مهما اعتنينا بأجسادنا واشبعنا شهواتنا
فستتركنا الأجساد فورا عند الموت, اما الثالثة فهي الأموال والممتلكات, عند موتنا
ستتركنا وتذهب لأشخاص اخرين, والثانية هي الاهل والأصدقاء , مهما بلغت تضحياتهم
لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم اكثر من ايصالنا للقبور عند موتنا, والأولى هي
الصلاة الاعمال الحسنة, ننشغل عن أدائها والاهتمام بها على حساب شهواتنا واموالنا
واصدقائنا مع ان صلاتنا واعمالنا الطيبة هي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا.
ياترى, اذا تمثلت
صلاتك لك اليوم على هيئة انسان, فكيف سيكون شكلها وهيئتها..هزيلة ضعيفة مهلمة...ام
قوية مدربة معتنى بها؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق