الهدية
حمل اليه احد الفلاحين ارنبا على سبيل الهدية , وكان يشتهي لحم الارانب من زمن بعيد ففرح به فرحا عظيما , وقال في نفسه يجب ان ابالغ في اكرام هذا الرجل فلعله يقدم لنا هدية احسن من الارانب .ومضى اسبوع وكان الارنب قد صار في خبر كان ...
اذ نسيه ونسي صاحبه الذي اهداه اليه ... واذ به يجد فوق رأسه رجلا يذكر انه رآه من قبل , ولكن من اين ... ومتى كان ذلك ؟ فلما سأله عن نفسه قال انه صاحب الارنب , فاحتفى به واكرمه ظنا منه ان الرجل ما عاد لزيارته الا لانه يفكر في ان يحمل اليه عددا من الارانب .
وحضر اسبوع اخر واذا باربعة فلاحين يدخلون عليه الدار لم يعرفهم من قبل ... فقال في نفسه ان هذه الوجوه لا اعرفها ولا يطيب لنفسي ان اعرفها ... وسالهم عن شأنهم فقالوا انهم جيران صاحب الارنب .
وقال في نفسه مرة اخرى :
" لا شك انهم قد سمعوا عن اكرامي للرجل فهم يريدون ان يعرفوا طريق بيتي , ليحملوا لي هدايا من الارانب فلا بأس من اكرامهم والتكفل بكل نفقاتهم .."
ومر اسبوع ثالث واذ بثمانية من الفلاحين يقتحمون عليه الدار , فنهض من مكانه فزعا وقال لهم :
فقالوا في صوت واحد :
نحن جيران صاحب الارنب ....
فقال الرجل هاشا باشا : لا بأس في داركم حللتم , وعلى اهلكم نزلتم ... , ثم نهض فاحضر اناء كبيرا و ملأها ماء ساخنا , ثم حملها ووضعها بين ايديهم قائلا :
دونكم الطعام ايها الاصدقاء , فكلوا ما تشتهون .
فنظروا اليه متعجبين وقالوا :
ما هذا يا جحا ..؟ فقال : ألستم جيران صاحب الارنب ..
قالوا : نعم نحن جيران صاحب الارنب .
قال : وهذا مرق ... مرق الارنب .
0 التعليقات:
إرسال تعليق