اختبار الراديو
لقد تمكنت من فهم اثر الاحسان بشكل كامل خلال بضع دقائق قصيرة فحسب بينما كنت اخضع لواحد من اكثر الامتحانات اهمية في حياتي .كان الامتحان شفهيا . وكان الممتحن مذيعا في الراديو . وكانت قاعة الامتحان هي سيارتي .
فبينما كنت الطريق لمسافة طويلة في صباح يوم اثنين ممطر , انبعث صوت من سماعة صغيرة بجانب عجلة القيادة يسأل : ما اسم اخر فائز بجائزة نوبل للسلام ؟ كنت اعلم انه ينبغي ان اتذكر اسم هذ الفائز , ولكنه راح من ذهني , وبينما كنت احاول التذكر , كانت هناك اسئلة اخرى : ما اسم احد الفائزين مؤخرا بجائزة بوليتزر ؟ , ومرة اخرى ,لم استطع معرفة الاجابة عن السؤال . هل تعرف اسم احد الرياضيين الذين فازوا بميدالية ذهبية في الاولمبياد الاخيرة ؟ او آخر فتاة توجت ملكة جمال امريكا ؟
او ....او ..... او .... لا.......لا.....لا , لقد كنت استحق صفرا في الموسيقى والاداب , والفنون , والسياسة , والعلوم , وكنت اتسائل , ترى كم عدد المستمعين الاخرين الذين كانوا يعرفون الاجابات .
واخيرا , تم طرح سؤال استطعت معرفة اجابته : ما اسم اخر شخص قال لك انه يحبك ؟ . رق قلبي عندما تذكرت بوضوح وبلا ادنى تردد اطفالي وهم ينطلقون نحو حافلة المدرسة في ذلك الصباح ويهتفون في وقت واحد : نحبك !
ثم جاء سؤال اخر عرفت اجابته ايضا : هل تتذكر اسم اخر شخص عانقك بحرارة ؟ . بالطبع وبكل تاكيد .
ثم اسئلة اخرى : هل تتذكر شخصا عاملك باحسان مؤخرا ؟ بالطبع . هل تتذكر شخصا عاملته باحسان مؤخرا ؟ . ومرة اخرى الاجابة هي نعم , بالطبع , نعم .
هل هناك شخص تصنع ابتسامته فارقا في يومك ؟ او معلم صنع تفانيه اختلافا في حياتك ؟ نعم , نعم , اعرف , ترى من اختار ؟ هناك كثيرون .
لقد كان المذيع يتحدث عن الاصدقاء , والجيران , والزملاء , وحتى الغرباء الذين يؤثرون في حياتنا , وكانت الابتسامة تعلو وجهي طوال الوقت . لقد كان يتحدث عن المساعدة , والكرم , والرقة , والاهتمام , والاحسان . شعرت بالرغبة بالضحك بصوت مرتفع . ويا لها من طريقة لبدء اليوم ! اول يوم في اسبوع العمل , وتحت المطر .
ان الاحسان مهم . انه شيء نستحق ان نتوق اليه وان نعيش الحياة من اجله . ان الانجازات الهائلة والاعمال الجديرة بالثناء والاعجاب قد تنقش على الحجر , ولكن افعال الاحسان الهادئة الجميلة الرقيقة هي التي تنقش في القلوب .
-عامل كل شخص تقابله بالطريقة التي تحب ان يعاملك بها .كلنا نحفظ هذه (القاعدة الذهبية) في ذاكرتنا . الان دعنا نطبقها في حياتنا . "ادوين ماركهام " .
0 التعليقات:
إرسال تعليق