ميثم التمار(الجزء الثاني)

ميثم التمار(الجزء الثاني)

بعد ان تعرفنا على هذ الصحابي الجليل .. عن اسمه وولادته وحياته سنعرف الان كيف استشهد وكيف يتقدم الذين في قلوبهم الايمان للموت من دون خوف او تردد .

ميثم التمار

  استشهاده :

لقد قال الامام علي(عليه السلام) لميثم ذات يوم:
كيف انت ياميثم اذا دعاك بنو امية الى البراءة مني.
قال ميثم:والله لا ابرأ منك.فقال الامام: اذن والله تقتل وتصلب.
قال ميثم:اصبر فان هذا في سبيل الله قليل.
فقال الامام: ستكون معي في الجنة.
بعد استشهاد الامام علي (عليه السلام) ووصول عبيد الله ابن زياد الكوفة بدأ بحملة اعتقالات واسعة وزج كثير من المسلمين في السجون,خاصة اصحاب الامام علي(عليه السلام) والذين يؤيدون الامام الحسين (عليه السلام).
وكان مصير ميثم السجن,وتلا ذلك اعتقال المختار الثقفي وعبد الله بن الحارث فكانوا في زنزانة واحدة.عندما وقعت مذبحة كربلاء وقتل سبط النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وصل الخبر الى السجناء فتألموا.قال المختار لصاحبيه في السجن ميثم التمار وعبد الله بن الحارث:استعدا للقاء الله,فهذا الظالم لن يتورع عن قتل الناس جميعا بعدما قتل الحسين.فقال عبد الله بن الحارث:نعم, ان لم يقتلنا اليوم سيقتلنا غدا.فقال ميثم:كلا لن يقتلكما.والتفت الى المختار وقال:اخبرني حبيبي علي(عليه السلام)عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) انك ستخرج وستثأر من قتلة الحسين وانصاره وتطأ بقدمك رأس الطاغية عبيد الله بن زياد.
بعد استشهاد الإمام الحسين في كربلاء قام عبيد الله بن زياد بقتل الكثير من أصحاب الإمام علي (عليه السلام)و في طليعتهم ميثم التمار .
أمر عبيد الله بن زياد بإحضاره من السجن و قال له باستعلاء :
ـ لقد سمعت بأنك من أصحاب علي .
ـ نعم .
ـ تبرأ منه .
ـ فإذا لم أفعل .
ـ سأقتلك إذن .
ـ و الله لقد أخبرني أمير المؤمنين بأنك ستقتلني و تصلبني و تقطع يدي و رجلي و لساني.
صاح ابن زياد بعصبية :
ـ سأكذب أمامك .
ابتسم ميثم ساخراً من هذا الأحمق .
أمر ابن زياد الجلاوزة بصلبه على جذع النخلة قرب دار عمرو بن حريث و أن يقطعوا يديه و رجليه فقط .
تلك النخلة نفسها التي كان يسقيها ميثم التمار منذ سنوات وعندما يسأل عن السبب يقول:هي لي وانا لها .
و راح ميثم التمار يحدّث الناس وهو مصلوب ومعلق على تلك النخلة قائلاً :
ـ أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث عن علي بن أبي طالب فليأتي إلّي .
و انطلق يحدّثهم ألواناً من العلوم ، فاجتمع الناس حوله .
و ينقل الجواسيس أخبار ميثم الذي فضح حكمهم القائم على الظلم و الجهل .
أمر ابن زياد بقطع لسانه ، و عندما تقدم الجلاد نحوه أخرج ميثم لسانه قائلا :
ـ لقد أخبرني بذلك أمير المؤمنين .
ثم تقدم جلاد آخر فطعنه بحربته قائلا :
ـ و الله لقد كنت ما علمتك قوّاماً ( تقضي الليل في العبادة ) صوّاماً ( كثير الصيام ) .
و هكذا انطفأت حياة هذا المجاهد ، كما تنطفئ الشموع .
ولكن قبته امست منارة فقد دفن جسده في مدينة (الكوفة) , 
وظلت سيرته خالده مشرفة.

عن بيت القصص

بيت القصص مدونة تعنى بنشر القصص التاريخية و القصص المنوعة وقصص للاطفال وكذلك تهتم بنشر الكتب بمختلف مجالاتها ونشر وكتابة الروايات

    تعليقات بلوجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق