نيكولو مكيافيلي (الجزء الثاني)

نيكولو مكيافيلي (الجزء الثاني)

نيكولو مكيافلي الجزء الثاني

وينصح مكيافلي رئيس الدولة بأن يعتمد على الشعب وأن يكسب ثقته تماما, وهو بذلك يقضي على كل خصومه أو اي معارضه له, ويعلم ماكيافللي ان الحاكم لكي يحتفظ بقوته, يجد نفسه مضطرا الى ان يفعل ما يغضب الشعب, وهنا ينصح ماكيافللي للحاكم بأن يفعل ذلك بقوة ومرة واحدة, حتى لا يضطر الى ان يفعل ذلك يوما بعد يوم, اما فائدة ذلك فسوف يجنيها بالتدريج.
ولكي ينجح الحاكم يجب ان يحيط نفسه بعدد من المخلصين له ويحذر الحاكم من المنافقين والكذابين الذين قد يتظاهرون بالاخلاص والولاء له, وفي الفصل السابع عشر من كتاب "الامير" يستائل ماكيافللي ايهما افضل للحاكم ان يكون محبوبا او يكون مخيفا..؟
والجواب على ذلك ان يكون الانسان محبوبا ومخيفا معا, واضمن للانسان ان يكون مخيفا عن ان يكون محبوبا..لأن الحب يلزمنا بأشياء كثيرة نقدمها للناس, فاذا تحققت للناس فانهم ينسون ذلك بسرعة, اما الخوف فهو فزع الناس من العقاب دائما, وهذا لايخيب ابدا.
وعن الايمان ..فان الحاكم يجب ان لايؤمن بشئ, اذا ادى ذلك الى تعويق قدرته وسيطرته على الناس, والحاكم يجب الا يتقدم بأي عذر اذا وعد الناس بشئ ثم لم يحققه.
وكثيرا ما وصف المؤرخون كتاب "الامير" كتاب الطغاة, ومن الواضح ان ماكيافللي يكره الضعف الذي تفشى في ايطاليا كلها, وكان يحلم بدولة ايطالية موحدة قوية, ولذلك كان حريصا دائما على ان تحقق القوة للحاكم من اي طريق وبأية وسيلة, وكان ماكيافللي نفسه رجلا وطنيا ومثاليا... وقد وصفه البعض بأنه الشيطان او ابليس الذي تجسد بهيئة رجل ليشيع الفساد والكذب والخداع بين الناس.
لم يدع ماكيافللي انه صاحب نظريات جديدة في السياسة, انما كان يدعو الى اتباع نفس المبادئ التي استخدمها الحكام الاخرون ونجحوا في ذلك, وكان ماكيافللي يستعين على توضيح آرائه بأمثله يضربها من التاريخ القديم ومن التاريخ الايطالي المعاصر له, ففي كتاب "الامير" نجد ان ماكيافللي كان مفتونا بشيزاره بورجا الذي يتعلم السياسة وفن القتال من ماكيافللي, وانما ماكيافللي هو الذي تعلم منه.
وكان موسوليني واحدا من الحكام الذين تتلمذوا على مبادئ و معتقدات ماكيافللي, ويقال ان نابليون كان ينام وتحت رأسه نسخه من كتاب "الامير" ونفس الشئ يقال عن هتلر وستالين...ولسنا على يقين ان كانت تعاليم ماكيافللي ما تزال سائدة اليوم كما كانت في زمانه.
كان جوهر فلسفة ماكيافللي هو " كيف يُسلك الناس, وليس كيف يجب ان يسلك الناس" ولهذا فقد طرد الاخلاق من السياسية وطرد مع الاخلاق الدين ايضا, فالسياسي لا اخلاق له ولا دين, وانما هو رجل يريد ان يصل الى السلطة من اي طريق وبأية وسيلة.
.
انتهى الجزء الثاني
الانتقال الى الجزء الاول



عن بيت القصص

بيت القصص مدونة تعنى بنشر القصص التاريخية و القصص المنوعة وقصص للاطفال وكذلك تهتم بنشر الكتب بمختلف مجالاتها ونشر وكتابة الروايات

    تعليقات بلوجر

0 التعليقات:

إرسال تعليق